بلقيــــــــــس .. ملكـــــــــــة سبأ ( اليمن )
بلقيــــــــــــــــــــــــــــــــس
الجمال والقوة والفطنة والزكاء اجتمعوا في امراة استطاعت ان تكون ملكة
على عرش سبأ .. امراة رفضت الظلم واحبت شعبها كرهت الحرب والدم
وكانت تحب السلام .. امراة خلد القرآن الكريم اسمها للأبد ولم يزكرها
بسوء بل كرمها بأنها بعد ان كانوا يعبدوا الاجرام السماوية والشمس
من دون الله .. وبعد ان هداهم الله وارسل لهم نبيه الكريم سليمان عليه
السلام أسلمت هي وقومها لوجه الله رب العالمين بدون تحدي أو جبروت
عكس كل الاقوام السابقين الذين عصوا انبيائهم ..
ويقولون انها كنت تستشعر وجود الله عز وجل فكانت في خلوتها تدعوا
( أينما كنت الهي فأنا اشعر بك وادعوك الهي ان تمدني بالقوة )
برغم انهم كانوا يعبدون الشمس .. ( إنها الفطرة والذكاء والتأمل )
ولكن لا بد من نبي يهديهم ويوجههم الى الصراط المستقيم فهم يعبدون
ما وجودا عليهم آبائهم وأجدادهم .. ولان الشيطان يزين لهم ويصدهم عن
السبيل .. ونزكر الهدهد حينما قال :-
(إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم )
(وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون)
نسبها :-
بنت الهدهاد بن شرحبيل كان ملكاً جبارا وقاسياً لكنها وقفت أمامه لانها
تكره الحرب بدون سبب والدم والظلم فحاولت معه كل السبل لتنقنعه بان
السلام بين البلدان هو ما يعطيها القوة والامن لاهلها فاستجاب لها
ثم توفي وتسلمت مقاليد الحكم عنه .. وهي حميرية يمانية ...
حكمها ..
كانت تهتم بحكمها باخذ الشورى لتصل الى الحلول السليمة للمحافظة
على مملكتها وعلى شعبها .. وقد قالت كام زكر القرآن
( قالت أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون )
وازدهر زمن حكم بلقيس مملكة سبأ أيمّا ازدهار، واستقرت البلاد أيمّا
استقرار، وتمتع أهل اليمن بالرخاء و الحضارة والعمران والمدنية. كما حاربت
بلقيس الأعداء ووطدت أركان ملكها بالعدل وساست قومها بالحكمة. ومما أذاع
صيتها و حببها إلى الناس قيامها بترميم سد مأرب الذي كان قد نال منه الزمن
وأهرم بنيانه وأضعف أوصاله.
موقفها مع نبي الله سليمان عليه السلام :-
عندما أخبر الهدهد نبي الله سليمان عليه السلام بان هناك امراة هي وقومها يعبدون الشمس
من دون الله عز وجل .. وتأكد من الخبر .. أرسل إلى بلقيس ملكة سبأ بكتابٍ
يتضمن دعوته لهم إلى طاعة الله ورسوله والإنابة والإذعان، وأن يأتوه مسلمين
خاضعين لحكمه وسلطانه، ونصه "إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم*
ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين"
كانت بلقيس حينها جالسة على سرير مملكتها المزخرف بأنواع من الجواهر
واللآلئ والذهب مما يسلب الألباب ويذهب بالمنطق والأسباب ولما عُرف عن
بلقيس من رجاحة وركازة العقل فإنها جمعت وزراءها وعلية قومها، و شاورتهم في
أمر هذا الكتاب. في ذلك الوقت كانت مملكة سبأ تشهد من القوة ما يجعل
الممالك الأخرى تخشاها، و تحسب لها ألف حساب. فكان رأي وزرائها “ نحن أولوا
قوةٍ و أولوا بأس شديدٍ “ في إشارةٍ منهم إلى اللجوء للحرب والقوة. إلا أن
بلقيس صاحبة العلم والحكمة والبصيرة النافذة ارتأت رأياً مخالفاً لرأيهم،
فهي تعلم بخبرتها وتجاربها في الحياة أن “ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها
وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون” وبصرت بما لم يبصروا ورأت أن ترسل
إلى سليمان بهديةٍ مع علية قومها وقلائهم، عله يلين أو يغير رأيه، منتظرةٌ
بما يرجع المرسلون. ولكن سليمان –عليه السلام- رد عليهم برد قوي منكر
صنيعهم ومتوعد إياهم بالوعيد الشديد قائلاً: “أتمدونن بمال فما آتاني الله
خير مما آتكم، بل أنتم بهديتكم تفرحون”.
إسلامها :-
عندها أيقنت بلقيس بقوة سليمان وعظمة سلطانه، وأنه لا ريب نبي من عند الله
–عز وجل-، فجمعت حرسها وجنودها واتجهت إلى الشام حيث سليمان –عليه السلام-.
وكان عرش بلقيس وهي في طريقها إلى سليمان –عليه السلام- مستقراً عنده، فقد
أمر جنوده بأن يجلبوا له عرشها، فأتاه به رجلٌ عنده علم الكتاب قبل أن يرتد
إليه طرفه. ومن ثم غّير لها معالم عرشها، ليعلم أهي بالذكاء و الفطنة بما
يليق بمقامها و ملكها.
ومشت بلقيس على الصرح الممرد من قوارير والذي كان ممتداً على عرشها، إلا
أنها حسبته لجةً فكشفت عن ساقيها وكانت مخطئة بذلك عندها عرفت أنها وقومها
كانوا ظالمين لأنفسهم بعبادتهم لغير الله –تعالى- وأسلمت مع سليمان لله رب
العالمين.
بلقيس وقومها آمنوا برسول الله سليمان –عليه السلام- ولم يتمادوا في الكفر
بعدما علموا أن رسالته هي الحق وأن ما كانوا يعبدون من دون الله كان
باطلاً. واعترفت بلقيس بأنها كانت ظالمة لنفسها بعبادتها لغير الله (( قالت
ربي إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ))
هل تزوجت نبي الله سليمان عليه السلام ؟
تقول المراجع التاريخية أن سليمان –عليه السلام- تزوج من بلقيس، وأنه كان
يزورها في سبأ بين الحين والآخر. وأقامت معه سبع سنين وأشهراً وانجبت منه
ابن اسمه رحبم ..
وفاتها :-
بعض الروايات تقول أن ابنها رحبم توفي قبلها فحزنت عليه جدا إلى أن ماتت .. ودفنها سيدنا سليمان عليه السلام في تدمر والله أعلم
اكتشاف قبرها :-
وقد ظهر تابوت بلقيس في عصر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك و عليه
كتابات تشير إلى أنها ماتت لإحدى وعشرين سنة خلت من حكم سليمان. وفتح
التابوت فإذا هي غضّة لم يتغير جسمها، فرفع الأمر إلى الخليفة فأمر بترك
التابوت مكانه وبنى عليه الصخر.
مهما كُتب عن الملكة بلقيس وأُلف عن سيرتها، فإن قصتها ستكون كما وصفها القرآن لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب .
بعض الكتابة على الجدران ما زالت باقية ...
من اين جاء اسم بلقيس رغم انه لم يزكر بالقرآن الكريم ؟؟
لم يزكر بالقرآن الكريم اسم امراة ابدا سوى مريم والدة النبي
عيسى عليه السلام .. حتى ان اسم أمنا حواء لم يزكر بالقرآن الكريم
ولكن الاسم وجد في كتاب الانجيل في احد النصوص مزكور
به ان اسمها بلقيس واسم بلقيس يعني الشمس ..
ففي احد النصوص في كتاب الانجيل مكتوب
( بلقيس إنها امرأة صالحة تبحث عن حكمة سليمان)
وقد يتساءل البعض لماذا لم يقم معها نبي الله سليمان عليه في نفس المملكة ؟
لأن نبي الله سليمان عليه السلام كانت مملكته القدس