المسامحة تعالج الروح وتحمي الجسد
من المعروف أن التقاليد الاجتماعية والدينية في معظم أنحاء العالم تحض الناس على المسامحة والغفران، ويبدو أن هذه النصيحة لا توفر الراحة النفسية فحسب، بل ثبت أيضا أنها تحسن الصحة الجسدية باعتبار أن الحقد الزائد والغضب والتخطيط للانتقام كلها أمور تزيد التوتر العصبي.
ويقول القس مايكل باري، مسؤول الشؤون الدينية في مستشفى لعلاج السرطان ، ان المشاعر السلبية من غضب وكره وحقد «تؤثر فعليا على الصحة الجسدية وكذلك على الصحة العقلية، وبالتأكيد ستتأثر الأبعاد الروحية أيضا».
وألف القس باري، الذي بحث لسنوات في هذا المجال، كتابا يحمل عنوان «مشروع المصالحة»، وقال انه الطريق الى التغلب على مرض السرطان والحفاظ على صحة جيدة والوصول الى السعادة والراحة.
وفي هذا الكتاب، قال باري ان فقدان القدرة على المسامحة هو في الواقع ظاهرة مرضية وقد تؤثر سلبا على الصحة، خاصة اذا كان المرء مصابا بأحد الأمراض المزمنة.
وأضاف باري: «من المثبت علميا أن التوتر العصبي مثلا يضر بالجهاز الهضمي، كما يؤثر على الأوعية الدموية والشرايين، ولكن الأهم أنه يضعف بشكل كبير نظام المناعة في الجسم».
وينصح باري المرضى الذين يقابلهم بكتابة رسائل يعربون فيها عن رغبتهم بمسامحة من أساء اليهم بعد شرح أسباب غضبهم ومن ثم قرارهم بالعفو، على أن يقوم بوضعها لاحقا في حائط بقاعة الصلاة في المستشفى.
ويعتبر باري أن المسامحة فرصة للتخلص من الأعباء النفسية التي يعانيها الناس، ما يفتح الباب بالتالي أمام معالجة مشاكل الجسد بشكل أسهل.