هَل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسان
وجزاء الكُفرِ إلا الخِزي وَالهَوَان
زوجة نوح عليه السلام
ذكر المفسرون و
أصحاب التواريخ أن اسم امرأة نوح ( واعلة ) وقيل ( والغة ) و كانت كافرة مع
الكافرين ، توافقهم على كفرهم و عنادهم ، وكانت تقول للناس عن زوجها نوح
عليه السلام إنه مجنون ، و كانت إذا ءامن أحد من قوم سيدنا نوح انطلقت و
أخبرت به الجبابرة من قومها و أصحاب الشر منهم ليقوموا بتعذيبه و ليفتنوه
عن دينه إن استطاعوا . و سيدنا نوح هو أول نبي يرسل إلى الكفار و كان يدعو
إلى عبادة الله وحده و ترك الشرك . أما قومه فكان كثير منهم لا تزيدهم
دعوته إلا فرارًا حتى إنه كان يكلم الرجل و يدعوه إلى الإيمان فيلف رأسه
بثوبه و يجعل أصابعه في أذنيه ،
قال الله تعالى : ( جعلوا أصابعهم في ءاذانهم و استغشوا ثيابهم ) سورة نوح /آية 7 .
ثم يقومون من المجلس و يسرعون في المشي و يقولون : امضوا فإنه كذاب .
وكانت امرأة نوح تسير في ركاب الكافرين و تُدلي بدلوهم .
بقي نوح عليه السلام يدعو قومه تسعمائة و خمسين سنة و مع ذلك ما آمن معه إلا القليل .
ثم إن الله تعالى أوحى إليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ، و أمره الله أن يصنع الفلك ،
فأقبل نوح على بناء السفينة و جعل يهيىء لها العتاد من الخشب و الحديد و القار ،
وجعل قومه يمرون به و هو يعمل فيسخرون منه و يقولون : يا نوح قد صرت نجارًا بعد النبوة .
وكانت زوجته تسخر منه و تستهزىء به ، وقالت له مرّة :
أما ينصرُك ربك ؟ فقال لها : بلى ، قالت باستهزاء : فمتى ؟
قال : إذا فار التنور ، فخرجت تقول لقومها : يا قوم و الله إنه لمجنون .
فلما يئس سيدنا نوح منهم دعا عليهم فقال :
( ربّ لا تَذَر على الارض من الكافرين ديّارا ) سورة نوح / آية 26 .
ثم جاء أمر الله و فار التنور ، و انهمر ماء السماء ، و تفجرت عيون الأرض و صعد نوح
ومن ءامن معه إلى السفينة ومعه من الوحوش من كل زوجين اثنين . و نجّاه الله
ومن معه من شر ذلك الطوفان . ثم إن نسل أهل السفينة انقرض غير نسل أولاده
الثلاثة ( سام ) أبي العرب ،
و( حام ) أبي الحبش و ( يافث ) أبي الروم .
أ ما امرأته فغرقت مع الكافرين لأنها ظنت أن بيتها سيحميها من الماء و لكن لا عاصم لها
من أمر الله .